الخميس، 12 يوليو 2012


وجملة القول في التردد
من بين الاساليب التي استخدمها القران الكريم التكرار ونجده يخصص سورة وقصص كاملة مثل سورة مريم والكهف ويوسف والفيل الخ..... وقد ياتي بنفس المضمون ويصيبه في قالب اخر من الالفاظ والمعروف ان التكرار يوجب الملل وهذا واضح .
لكن الغريب والمدهش في القران الكريم مع كثرة التكرار لا نجد الملل وهذا من معاني الاعجاز في القران الكريم , وان جملة القول في التردد ليس فيه حد ينتهي اليه وقد راينا ان الله عز وجل ذكر قصة موسى وهود وهارون وشعيب ولوط وعاد وثمود وكذلك ذكر الجنة والنار والحق والباطل وامور كثيرة لانه خاطب جميع الامم من العرب . وان كلمة التكرار ان تقولها لنفسك بين مرة واخرى لقادرة ان تستطيع في عقلك الباطن شيأ من الايمان , والايمان يزيل الجبل كما يقولون , والبعض من الكتاب ينتقد القران لانه يكرر القصص والايات مرة يعد اخرى وذكر الله عز وجل , واثارة في الكون في كل صفحة من صفحات القران وما يدرون ان هذا التكرار طبع في نفوس العرب الايمان العميق بالله وجعلهم يحطمون ايوان كسرى وعرش قيصر وان هذا السر في التكرار لعدة اسباب منها . ان الانسان ميال لاستماع القصص والانشداد الى الراوي او الخطيب بحيث يبقى متابع للاحداث وكانه ينتظر شيء لمعرفة ما سيحدث بنهاية القصة , كما وان القصة تقرب الغرض من الاذهان لذلك على الخطيب ان يوصل افكاره من خلال رواية القصة كما ان القصة الانسانية والمركزة على التجارب الحقيقية لها تاثير فاعل مع النفس الى حد تجعل السامع يعيش الاحداث بكل احساسه ومشاعرة والصدق في القصة مادة للسلوى . فبدل من ان يسلي الانسان نفسه بمادة خرافية يسليها بقصة حية .
وان القران الكريم اتخذ من القصة كاسلوب لتلقين الفكرة واختزان التجربة لدى الفرد علاوة ان كل القصص في القران الكريم هي قصص حياة عظماء البشرية وليست من نسيج الخيال ولذلك نراها تترك بصمات ووجدان في النفس .


                                                خالدة الخزعلي
                                         معاون مدير شبكة صوت العراق     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق