الاثنين، 24 يناير 2011

هل تريد أن تكون مثقفا من هذا الطراز؟



هناك من يعطي المثقفون أدوارا لم يثبت واقع الحال إنهم فعلا في مستوى تلك الأدوار التي تنسب إليهم ،وأنا لا أستطيع ان انفي دور المثقفين في قضايا الشعب وقضايا التقدم الاجتماعي وفي قضايا السلام على مستوى العالم ،
وإنني لا أريد ان اقلل من شان المثقفين ولا اقصد كل المثقفين بل اقصد الأغلبية منهم  ، كما لا اعني بالبقية معنى النخبة بمفهومها البرجوازي ، هم أشبه بالسكين التي تنحر الثورات ، وبشكل أوضح فان المثقفين هم أول من يناصر الثورة وأول من يتخلى عنها ،
وفي السير العام للثورة يمارس المثقفون دورا انتهازيا وفي كل انحراف تواجه الثورة نحو اليمين او نحو الشمال يأتي في الغالب من المثقفين بغض النظر عن التأثيرات الخارجية او الداخلية التي أدت بالثورة الى الانحراف .
وان المثقفين ليسوا فقط يبدون قبل قيام اي ثورة ما وكأنهم غير معنيين بما يحدث في بلدهم من جور وظلم السلاطين وحكام بلادهم ، بل إنهم بعد نجاح الثورة يسارعون قبل غيرهم الى تقديم الولاء والطاعة لقيادات تلك الثورة بدون ان ينظروا مضمون الثورة الحقيقي مستندين الى الشعارات المرفوعة للحكام الجدد ثم تبدأ دعواتهم للناس الى التأييد والولاء لهم .
فهل تريد ان تكون مثقفا من هذا الطراز ؟
انا من رأيي ان الشخص المثقف ليس الشخص الذي يحمل شهادة الدكتوراء او الماجستير او البكالوريوس او خريج الإعدادية   بل المثقف هو من يعرف قانون التطور لشعبه وقضاياه العامة ، وعلاقة هذه القضايا بالقضايا العامة الجارية في المنطقة .
الصحفية خالدة الخزعلي
جريدة النداء
مديرة إعلام تجمع السلام العالمي
في الشرق الأوسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق