الأربعاء، 5 سبتمبر 2012


                 العزوف عن قراءة الكتاب

هناك من يقول من الدول العربية ان العراقيون يقرأون , الا اننا نقول ان العراقيون يؤلفون ويطبعون ويقراون ومن نا لا يعرف او ينسى ما قدمه لنا اجدادنا من ارث حضاري وتاريخي وما قدموه من انجازات معرفية وعلمية وثقافية وادبية , كما وان من اخترع الكتابة هم اجدادنا السومريون ولا يغيب عن فكرنا النهضة الفكرية والادبية في عقد السبعينات والستينات والخمسينات والتي حملت بين ثنياتها تاريخ وحضارة بلاد الرافدين وهي مرحلة من اجمل واروع ما مرت به الثقافة في العراق حيث كان لها شباب يقرأ ويكتب ويتلهف لكل ما يصدر من ابداعات العلماء والمفكرين العراقيين وكانوا يرتادون الى المكتبات للقراءة والمطالعة كونها المنار الذي ينور لهم بصيرتهم العلمية والمعرفية , وكانت بغداد منار العلم والادب وواحة للكتاب والمثقف وان العراقيون معروفون لدى العرب انهم مثابرون على القراءة والمطالعة .
ولكن ما لنحظة في يومنا هذا هجر الكثير من ابناء بلدنا الكتاب والقراءة مما ادى الى تدني في المستوى المعري والادبي واحبحت الامية متفشية وتسرب الكثير من ابناءنا من المدارس كل هذا بسبب ما حل ومر على البلاد من ويلات وسياسات الحكومات الماضية ودخول المحتل الذي عاث فسادا كما وان الوضع الامني الغير مستقر والى يومنا هذا ’ كله ادى الى تكاسل العقل عن غذاء الروح القراءة , ان هذا ما خططه لنا اعداء بلادنا واللذين لا يريدون نهوض الفكر العراقي لانهم يعرفونه بل ويخافونه ويخافون من ان البلدان تعرف ماضيها وحاضرها , ان كل هذه الظروف جعلت من المواطن العراقي ان يبتعد عن المطالعة والقراءة وبالتالي هجر الكتاب ولكن هذا الحال لا يستمر طالما العراقيون والكل يعرفهم ومنذ القديم كيف يستطيع القضاء على اكبر المخططات التي تحوك ضده ويستطيعون ان ينفضوا غبار الجهل وافة هجر الكتاب لاننا اليوم نحتاج الى الكثير من المعرفة العلمية والادبية والثقافية لواصلة الركب والتطور مع العالم والارتقاء الى الامام من خلال المواظبة على القراءة والاهتمام بها لكونها تقوي شخصية الفرد وتحفظ له تاريخ بلاده وتحميه من الضياع والانتهاك وعن طريقا يستطيع الانسان تخطي كل الصعاب وتساعده على التطلع والافق الثقافي والمعرفي , ان القراءة هي غذاء الروح للانسان اشبه بالحديقة المليئة بالورود فهي الابداع والماضي والحاضر فبها نعرف من نحن ومن نكون ونعرف ثقافة واخلاقيات الشعوب الاخرى فهي المنهل لنا , فمن هنا ندعوا كل فرد داخل الاسرة وكل اسرة داخل المجتمع على حث ابنائهم عى القراءة والمطالعة لنهوض بواقع حال المجتمع واعاده البلاد على ما كان عليه في الماضي يخافونه لانه فيه المسلح بالعلم والمعرفة والثقافة والادب ولا توجد حياة بلا علم والتي نحصل عليها من خلا القراءة والمطالعة وعلينا ان نحمي انفسنا بالعلم والكلمة ونتسلح بها لكسر شوكة من يريد التخلف والجهل , اذا لنتشارك كلنا للقضاء على افة ومرض الامية وهجر الكتاب .

                                                خالدة الخزعلي
                                              شبكة صوت العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق