الجمعة، 15 يونيو 2012



نصب الحرية
سجل الفنان العراقي تاريخا مصورا ليصبح رمزا وطنيا يشير الى قلب العاصمة بغداد ,خطته انامل الفنان جواد سليم ,اراد من خلالها مزج ما بين القديم والحداثة , حيث تخلل النصب الفنون والنقوش البابلية والسومرية والاشورية واضافه الى هذه المعالم احداث 1958 واثارها على الشعب العراقي ,بالاضافة الى الكثير من الفنون التي خطتها انامله والتي استلهمها من نبض الشارع العراقي ,ولا يخفى على كل من مر وشاهد هذا المعلم الجميل قوة وابداع صانعه ولعل تساؤلات يسألها كل من ينظر الى ذلك الصرح وما تعنيه رسومه , ان المتطلع الى هذا النصب يشاهد الجندي الذي يتوسط النصب لما فيه من قوة ونقطة تحول تنقل قصة النصب من مرحلة الاضطراب الى مرحلة السلام والازدهار , ان هذا النصب يحتوي على 14 قطعة وان هذه القطع مصنوعة من البرونز ومنفصلة عن بعضها البعض .
وتيدأ قصة النصب من اليمين الى اليسار ونشاهد الحركة على الرسم مضطربة يمينا ومع التحرك الى اليسار نشاهد بدأت تصبح منظمة ونابضة بالقوة والعزم وعلى شكل انسان يتقدم الى الامام وبعدها ترفع الرايات واللافتات الى الاعلى وبعد ذلك نشاهد البراءة والتي مثلها الفنان على شكل طفل صغير يشير الى بداية الطريق تم ياتي بعدها امرأة حزينة مليئة بالغضب والانفعالات ثم ياتي بعدها الام التي تحتضن ابنها الشهيد والتي تبكي عليه تليها صورة الامومة الجميلة المليئة بالحنان ثم ينتقل الفنان الى ثقافة اخرى جميلة وسط النصب على اليمين السجين السياسي المكبل بالزنزانة والتي تكون على وشل الانهيار تحت تاثير ظهر الرجل الذي دمروه من شدة الضرب والاذى الذي تعرض له وبالقوة والاصرار تنهار بقوة الجندي الذي يظهر في الوسط . ثم يبين دور الجيش عام 1958 بعد ان تتحول من صفحة معاناه الى صفحة السلام والازدهار وبعدها نشاهد امراة تحمل مشعل الحرية ثم ياتي دور السكون والهدوء وتتحول القضبان الى اغصان وكذلك نشاهد نهر دجلة والفرات اللذان لم يغيبا عن الفنان في وجودهما على هذا النصب كون دجلة والفرات تمثلان اشجار النخيل والخصب ونلاحظ امراة تحمل سعف النخيل والاخرى حبلى ثم نشاهد فلاحان يرمزالى الكرد والعرب وهما يتطلعان الى النههر , ثم يظهر رمز اخر وهو الثور الذي يمثل رمز من الرموز السومرية ثم يظهر الجانب الصناعي على الجهة اليسرى على هيئة عامل . هذا الابداع لا يستطيع احد ان يصل اليه الا اذا كان عاشقا لبلاده هذا ما وجدناه فيما خطه ورسمه الفنان والمبدع الراحل رحمه الله جواد سليم .


خالدة الخزعلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق