الأحد، 3 يونيو 2012

قصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

خالدة الخزعلي
اضع هذة القصة القصيرة امامكم كونها قصة اجمل من الخيال , دارت احداث القصة بين زوجين يعشق كل منهما الاخر عشا ملئه الحنان والوفاء والاخلاص كلا للاخر ولم يكن مثلا لمثل عشقهما ولا شبيها لهم , وكانا يعملان في محل صغير للتصوير ولتحميض الصور .
كانا هذان الزوجان دائما يذهبان معا للحدائق العامة ويتخذان من هذه الحدائق ملجأ لهما من عناء العمل المرهق في ذلك المحل اي الاستديو وكانا يعيشان الحب باجمله ..........................اي لا يستطيع احد ان يفرق بينهما ومها كانت الظروف . كانا يلتقطان الصور الفوتوغرافية حفاظا على ذكرياتهما وفي ذات يوم ذهب الزوج الى محل العمل لتحميض الصور وظلت هي مشغولة مع والدتها في المنزل وبعد ان انتهى من عمله قام الزوج على ترتيب الاوراق ووضع المواد الكيميائية في مكانها وفي اليوم الثاني أتت هي لوحدها منذ الصباح الباكر واخذت تقوم بتحميض بعض الصور لحين وصول زوجها ولكن بالامس اخطأ زوجها بوضع المواد الكيميائية اي الحامض الكيميائي بمحله , وما حدث لم يكن في الحسبان , وحينما اخذت تشتغل في المحل رفعت رأسها لتأخذ بعض الحوامض الكيميائية وقع عليها وعلى عيونها وجبهتها . سمع صوتها وهي تصرخ من شدة الحرق والالم القريبون من المحل واتوا اليها مسرعين وقد شاهدوها بحالة خطرة واسرعوا بنقلها الى المستشفى . والبعض منهم ذهب الى حبيبها ليخبره ما حدث لها , وعندما علم بذلك عرف ان الحامض الذي سقط عليها هو اشد الحوامض وانه سيودي بها الى ان تفقد عيونها , ما فعله الزوج اي الحبيب هو قام بتمزيق الصور التي تذكره بها وخرج من البيت ولا يعرف اصدقائه لماذا فعل هذا الشيء . وبعد فترة من الوقت ذهب الاصدقاء وشاهدوا ان الفتاة بدأت تتحسن واصبحت باحسن حال , خرجت الفتاة من المستشفى وذهبت الى المحل ونظرت اليه والدموع تسكب من عينيها لما راته من زوجها الذي تركها وهي باصعب الاحوال ومع هذا حاولت الزوجة ان تبحث عنه وبينما هي تفكر تذكرت بمكانا كانت ترتاده معه وقررت ان تذهب اليه فوجدته جالسا على كرسي في حديقة مليئة بالاشجار اتته من الخلف وهو لا يعلم واخذت تنظر اليه بحسره لما فعلها بها كونه تركها وهي في محنتها , ارادت ان تتحدث اليه فوقفت امامه وهي تبكي وكان العب بان زوجها لم يهتم لها بل لم ينظر اليها ولكن حينما اراد ان يقف تعكز على عصاة كانت بجانبه وحينها عرفت الزوجة ان زوجها فقد البصر واكتشفت ان ارجع بصرها هو زوجها حينما غادر المنزل ذهب ليعطي عيناه الى الزوجة والحبيبة الغالية , لقد تبرع بعيونه وهو الان اعمى وهي ترى , وحينما ابتعد عنها تركها لكي تختار رجل اخر تتمتع معه كونه اصبح اعمى ويسعدها ذلك الرجل , فوقعت على الارض وهي تبكي عليه والدموع تذرف من عيونها بلا انقطاع ومشى زوجها من امامها وهو لا يعلم من هذه الفتاة التي تبكي عليه وذهب بطريقة , هل من الممكن ان يصل الحب الى هذه الدرجة من التضحية في يومنا هذا بان يتبرع الزوج لزوجته باغلى ما يمكن ولا يحرج مشاعرها .


خالدة الخزعلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق